الأدب والمال : معركة الإنسان

يقول الشاعر ديفيد كيربي أن المال والشعر لا يجتمعان في جملة واحدة ، وهذه العبارة صحيحة الى حد كبير لأن الشعراء لايجمعون عادة مالا كثيرا من قصائدهم كما هو الحال في الرواية الغربية مثلا والتي تسجل مبيعات ضخمة خاصة اذا تم تحويلها الى عمل سينمائي وخير دليل على ذلك ظاهرة هاري بوتر حيث سجلت مؤلفتها رولنق أرقاما فلكية تجاوزت بها ثروة الملكة إليزابيث بعد أن كانت لا تقوى على شراء الحليب لابنتها. هذا بالاضافة الى النجاحات التي تسجلها هذه الرواية على الصعيد السينمائي.

لكن مجلة شعر الأمريكية جمعت هذين الاثنين وذلك عندما تبرعت الشاعرة الواعدة كما يسميها جوزيف باريزي صاحب المجلة رغم أنها تجاوزت السبعين من العمر – بمبلغ 100 مليون دولار للمجلة ، وقد حاولت هذه السيدة أن تنشر قصائدها في السبعينات في هذه المجلة العريقة إلا أن نفس المحرر وهو باريزي كان يرفض نشر قصائدها بسبب ضعفها الفني. رغم ذلك لم تأخذ هذه السيدة رفض قصائدها على نحو شخصي بل قامت في الثمانينات أيضا بتقديم جائزتين للشعراء الشباب يتم تنظيمها بواسطة هذه المجلة تصل مبالغها الى مائة ألف دولار .

الشيء الجميل والمستفاد من هذا كله هو أن هذه السيدة لم تستطع رغم كل هذه الملايين أن تنشر قصيدة واحدة في المجلة حيث كانت المجلة تستخدم معايير صارمة في النشر ولا تقبل الا القصائد التي تتمتع بموهبة أصيلة وقوية . المعيار هنا هو القصيدة الجيدة وليس الحساب البنكي أو الهالة الاجتماعية .
ترى ، كم من قصيدة تمر عبر محرري الصفحات الأدبية والشعبية بسبب الحساب البنكي لصاحبها أو بسبب المركز الاجتماعي الذي يشغله ؟!

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments